يمشون بين يديه من باب حجرة الخليفة إلى دار الوزارة وهو الذي كان الشيخ أبو الفرج بن الجوزي يجلس في داره ويمدحه، ولم يزل على الوزارة حتى ولي ابن مهدي نقابة العلويين فشرع فيه، وما زال بالخليفة حتى عزله واعتقله وطالبه بمال، فالتجأ (?) إلى التربة الأخلاطية فلم تنفعه وأدّى المال وأقام في بيته إلى أن ولي ابن مهدي الوزارة فسلم إليه فاعتقله في داره بدرب المطبخ وعزم على تعذيبه فواطأ الموكلين به وحلق رأس نفسه ولحيته وخرج في زي النساء إلى مراغة فأقام بها حتى توفي في جمادى الأولى سنة عشر وستمائة، وحمل إلى الكوفة فدفن بمشهد أمير المؤمنين.

وكان جوادا سمحا كثير الصدقات والمعروف، متواضعا. وفي أيامه سنة تسعين وخمسمائة كانت محنة أبي الفرج بن الجوزي الواعظ، وشى به إلى الخليفة الناصر أحمد بن المستضيء بأمر الله [و] (?) اختلفوا فيه: قيل أنه تكلم في نسب الشيخ عبد القادر الكيلاني، وكان الزمان صيفا، فبينما هو جالس في السرداب يكتب جاءه من أسمعه غليظ الكلام وختم على كتبه وداره وشتّت عياله، فلما كان أول الليل حملوه في سفينة وحدروه (?) إلى واسط فأقام خمسة أيام ما أكل طعاما إلى واسط، وكان قد قارب ثمانين سنة، فأقام في دار بدرب الديوان وعلى بابه بواب فكان يخدم نفسه، يغسل ثوبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015