وتعرضت لمعركة الجمل وصفين وموقف الحسن منها وتحدثت عن استشهاد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ووصية أمير المؤمنين علي للحسن والحسين رضي الله عنهما، ونهي أمير المؤمنين علي عن المثلة بقاتله، وخطبة الحسن بعد استشهاد أبيه، وعن استقبال معاوية رضي الله عنه خبر مقتل علي رضي الله عنه، وعن بيعة الحسن وشرطه في البيعة وبطلان قضية النص على خلافته، وإنما اختارته الأمة على وفق نظام الشورى المعروف، وتكلمت عن مدة خلافة أمير المؤمنين الحسن ومعتقد أهل السنة في خلافته وأثبت بأن خلافته كانت خلافة راشدة حقة لأن مدته في الحكم كانت تتمة لمدة الخلافة الراشدة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مدتها ثلاثون سنة ثم تصير ملكاً، فقد روى الترمذي بإسناده إلى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك (?)، وقد علق ابن كثير على هذا الحديث فقال: إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول في سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليماً (?)، وبذلك يكون الحسن خامس الخلفاء الراشدين (?)،

وعند الإمام أحمد من حديث سفينة أيضاً بلفظ: الخلافة ثلاثون سنة ثم يكون بعد ذلك الملك (?)، وعند أبي داود بلفظ: خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتى الله الملك من يشاء أو ملكه من يشاء (?)، ولم يكن في الثلاثين بعده صلى الله عليه وسلم إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن، وقد قرر جمع من أهل العلم عند شرحهم لقوله صلى الله عليه وسلم الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، أن الأشهر التي تولى فيها الحسن بعد موت أبيه كانت داخلة في خلافة النبوة ومكملة لها، وهذه بعض أقول أهل العلم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015