بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مْسلِمُون)) (آل عمران، الآية: 102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباًْ)) (النساء، الآية: 1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) (الأحزاب، الآية: 70، 71)
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، ولك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى.
أما بعد:
هذا الكتاب امتداد لدراسة عهد النبوة والخلافة الراشدة، لقد صدرت مجموعة من الكتب في هذا الشأن، وهي: السيرة النبوية، عرض وقائع وتحليل أحداث، الانشراح ورفع الضيق بسيرة أبي بكر الصديق، وفصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وتيسير الكريم المنان في سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وأسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لقد سميت هذا الكتاب، خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب، شخصيته وعصره، ويتحدث هذا الكتاب عن أمير المؤمنين الحسن من مولده حتى استشهاده، فيبدأ بالحديث عن إسمه ونسبه وكنيته وصفته ولقبه، وتسمية رسول الله له، وتأذين رسول الله في أذنيه وحلق شعر رأسه، وعقيقته، ومرضعته أم الفضل رضي الله عنها وعن زواجه