على صلح معاوية، وضعف وخار، وشدوا على فسطاطه، فدخلوه، انتزعوا مصلاه من تحته، وانتهبوا ثيابه، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي جعال الأزدى، فنزع مطرفه (?) من عاتقه، فبقى متقلدًا سيفه قدهش ثم رجع ذهنه، فركب فرسه، وأطاف به الناس، فبعضهم يعجزه ويضعفه، وبعضهم ينحى أولئك منه، ويمنعهم منه، وانطلق رجل من بنى أسد بن خزيمة من بنى نضر بن قعين الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، يقال له: الجراح بن سنان (?)، وكان يرى رأى الخوارج، على مظلم ساباط (?)، فقعد له فيه ينتظره فلما مر الحسن، ودنا من دابته فأخذ بلجامها، ثم أخرج معولاً (?) كان معه وقال: أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل، وطعنه بالمعول في أصل فخذه، فشق في فخذه شقًا كاد يصل إلى العظم، وضرب الحسن وجهه، ثم اعتنقا وخرا إلى الأرض، ووثب عبد الله بن الخضل الطائى (?)، فنزع المعول من يد الجراح، وأخذ ظبيان بن عمارة التميمى (?) بأنفه فقطعه، وضرب بيده إلى قطعة آجرة فشدخ بها وجهه ورأسه حتى مات، وحُمل الحسن إلى المدائن .. ثم إن سعد بن مسعود أتى الحسن بطبيب، وقام عليه حتى برئ وحوَّله إلى أبيض (?) المدائن (?).

وقد يعترض بشأن خطبة الحسن رضي الله عنه أنها وردت عند البلاذرى وأبى حنيفة الدينورى قبل صلح الحسن ومعاوية رضي الله عنهما، وجواب ذلك، أن ما ورد في رواية البخارى من وصف لجيش الحسن، يفيد قوة جيش الحسن وتماسكه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015