كان عبد الله بن جعفر يفد على معاوية، وعلى عبد الملك، وكان كبير الشأن كريمًا، جوادًا، يصلح للإمامة (?)، وكانت علاقته بمعاوية متميزة وقوية، حتى أنه سمّى أحد أولاده بمعاوية وعن أبان بن تغلب، قال: ذكر لنا أن عبد الله بن جعفر قدم على معاوية وكانت له وفادة في كل سنة، يُعطيه ألف ألف درهم، ويقضى له منه حاجة (?)، وقد ذكرت كتب الأدب والتاريخ روايات بين معاوية، وابن جعفر لا تثبت ولا تصح وهى كثيرة، منها: ما قال يحيى بن سعيد بن دينار: بينما عبد الله ابن جعفر ذات ليلة عند معاوية بالخضراء (?) بدمشق إذ ورد على معاوية كتاب غمّه من الحسين بن على، فضرب به الأرض، ثم قال: من يعذرنى من ابن أبي تراب، والله لهممت أن أفعل به وأفعل. قال: فجعل عبد الله بن جعفر يجيبه بنحو مما يشتهى ويداريه حتى قام، فانصرف، قال: وكانت بينهما خوخة، فلما صار إلى منزله دعا برواحله فقعد عليها وخرج من ساعته متوجهًا إلى المدينة قال: ودخل معاوية على امرأته (?) بنت قرظة مغتمًا فقال: ماذا صنعت الليلة بابن جعفر ففحشت عليه وأسمعته في ابن عمه ما يكره، وحال ابن جعفر حاله وحبه لنا ومودته إيانا، فقالت: بئس والله ما صنعت ما أقبح ما أتيت إليه؛ فبات ليلته مغتمًا يتذكر صنيعه به ولا يأخذه النوم حتى أسحر، فقام فتوضأ وقال: والله لا ينبهه من فراشه غيرى، فمشى إليه، فدخل فإذا ليس فيه أحد فسأل عنه فقيل له: رحل إلى المدينة ساعة من عندك، فبعث في إثره، وقال: أدركوه فردوه ولو دخل منزله، فلحقوه فردوه إليه، فجعل معاوية يعتذر إليه منه تلك الليلة، وقال: قد أقطعتك ووهبت لك كل شيء (?) مررت به في مسيرك، قال: وقد كان، بإبل وغنم كثيرة لمعاوية فأمر بها فقبضها وذهب ما كان في نفسه (?).