قال: فشأنك بها، فخذها، فبارك الله لك فيها، قال: جعلت فداك، لقد تفضلت بشيء ما كان يتفضل به إلا الله -على حذر عنها- فلما ولى بها قال: يا غلام احمل معها مائة ألف درهم، كي لا يهتم بها، ولا تغنم به، فبكى ابن أبي عمار سرورًا، ثم قال: الله يعلم حيث يجعل رسالاته، والله جعلت فداك، لئن كان الله وعدنا نعيم الآخرة، فقد عجلت نعيم الدنيا (?).
عن بُديح مولى عبد الله بن جعفر قال: خرجت مع عبد الله بن جعفر في بعض أسفاره، فنزلنا إلى جانب خباء من شعر قال: وإذا صاحب الخباء رجل من بنى عذرة، قال: فبينا نحن كذلك، إذا نحن بأعرابى قد أقبل بسوق ناقة حتى وقفت علينا ثم قال: أى قوم أبغونى شفرة، فناولناه الشفرة، فوجأ في لُبتها وقال: شأنكم بها، قال: وأقمنا اليوم الثانى، وإذا نحن بالشيخ العُذرى، يسوق ناقة أخرى، فقال: أى قوم أبغونى شفرة، قال: فقلنا: إن عندنا من اللحم، قال: فقال: أبحضرتى تأكلون الغاب (?)، ناولنى الشفرة، فوجأ في لبتها، ثم قال شأنكم بها، وبقينا اليوم الثالث، فإذا نحن بالعذرى يسوق أخرى حتى وقف علينا، فقال: أى قوم أبغونى شفرة، قال: فقلنا: إن معنا من اللحم ما ترى، قال: أبحضرتى تأكلون الغاب، إنى لأحسبكم قومًا لئامًا، ناولونى الشفرة، فوجأ في لبتها ثم قال: شأنكم بها، قال: وأخذنا في الرحيل، فقال ابن جعفر لجارية، ما معك؟ قال رزمة ثياب وأربع مائة دينار، قال: اذهب بها إلى الشيخ العُذرى، قال: فذهب بها، فإذا جارية في الخباء، فقال: يا هذه خذى هدية ابن جعفر، قالت: إنا قوم لا نقبل على قرى (?) أجرًا، قال: فجاء إلى بن جعفر، فأخبره، فقال: عُد إليها فإن هى قبلت وإلا فارم بها على باب الخيمة فعاودها فقالت: اذهب عنا بارك الله فيك، فإنا قوم لا نقبل على قرانا أجرًا، فوالله لئن جاء شيخى فرآك ها هنا لتلقانا منه أذى، قال: فرمى بالرزمة والصرّة على باب الخباء ثم