فصاروا يحاولون الإبقاء على التمرة أكبر وقت ممكن (?)، يقول جابر رضي الله عنه أحد أفراد هذه السرية: كنا نمصها كما يمص الصبى ثم نشرب عليها الماء فتكفينا يومنا إلى الليل (?)، وقد سأل وهب بن كيسان جابرًا رضي الله عنه: ما تغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت (?)، وقد اضطر ذلك الجيش إلى أكل ورق الشجر، قال جابر رضي الله عنه: وكنا نضرب بعصينا الخبط (?)، ثم نبله بالماء فنأكله (?)، فسمى ذلك الجيش جيش الخبط (?)، وقد أثر هذا الموقف في قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه وكان من أحد جنود هذه السرية، فنحر للجيش ثلاث جزائر (?)، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه (?)، وقد جاء ما فعله قيس بن سعد من كرم وجود مفصلاً في تاريخ ابن عساكر، فعن داود بن قيس، وإبراهيم بن محمد الأنصارى وخارجة بن الحارث، قالوا: بعث - صلى الله عليه وسلم - أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون والأنصار، ثلاثمائة رجل إلى ساحل البحر، إلى حين، فأصابهم جوع شديد، فقال قيس بن سعد: من يشترى مني تمرًا بجزر، يوفينى الجزر ها هنا وأوفيه التمر بالمدينة، ... فوجد رجلاً من جهينة فقال قيس: بعني جزرًا أوفيك وسقة من تمر المدينة، قال الجهنى: والله ما أعرفك، فمن أنت؟ قال: أنا ابن سعد بن عبادة بن دليم. قال الجهينى: ما أعرفني بنسبك، وذكر كلامًا، فابتاع منه خمس جزائر، كل جزور بوسق من تمر، فشرط عليه البدوى تمر دخرة مصلبة من تمر آل دُليم، يقول قيس: نعم، قال: فأشهد له نفرًا من الأنصار، ومعهم نفر من المهاجرين، قال قيس: أشهد من تحب، فكان فيمن أشهد عمر بن الخطاب، قال عمر: ما أشهد، هذا يدين ولا ماله إنما المال