عن عميربن إسحاق قال: ما تكلم عندي أحد كان أحبَّ إليَّ إذا تكلَّم ألا يسكت من الحسن بن علي، وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة، فإنه كان بين الحسين بن علي وبين عمرو بن عثمان خصومة، فقال الحسن: ليس له عندنا إلا ما رَغِم أنفه. فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه قط (?).
قال سليمان بن شديد: كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي فكنت إذا أصبت مدحاته فكان يقول لي: يحل لك أن تركب بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وإذا أصاب مدحاتي قال: أما تحمد ربك أن يركبك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم (?).
كان الحسن بن علي أكثر دهره صامتاً، فإذا قال بذَّ القائلين فالحسن بن علي يعلمنا الابتعاد عن فضول الكلام وهذا عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه (?)، وقال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت (?)، وجاء عنه: من صمت نجا (?)، وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: الفم والفرج (?)، وقد سئل معاذ النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار، فأخبره برأسه وعموده وذروة سنامه ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كلِّه؟ قال: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: كُفَّ عليك هذا. فقال: وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يُكُبُ الناس في النار على