عنه يحث أولاده على طلب العلم، فقد دعا بنيه وبني أخيه فقال: يا بنيَّ وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين فتعلّموا العلم فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته (?)،

وكان رضي الله عنه خطيباً مفوهاً، فقد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للحسن ذات يوم: قم فاخطب الناس يا حسن. قال: إني أهابك أن أخطب وأنا أراك فتغيب عنه حيث يسمع كلامه ولا يراه، فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه وتكلم (?)، ثم نزل فقال علي: ((ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) (آل عمران، آية: 34). وقد ورث الحسن من جده صلى الله عليه وسلم ووالده رضي الله عنهم الخطابة والفصاحة والبلاغة وقوة البيان، وقد ذكرت كتب التاريخ: أن علياً رضي الله عنه سأل ابنه ـ يعني الحسن ـ عن أشياء عن المُروءة، فقال: يا بُنيّ ما السَّدادُ؟ قال: يا أبتي السَّدادُ دفع المنكر بالمعروف. قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المرءِ مالَه. قال: فما الدِّقَّةُ (?)؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير (?). قال: فما اللُّؤْم؟ قال: إحراز المرءِ نفسه وبذله يحْرسَه قال: فما السماحة؟ قال: البذل في العسر واليسر. قال: فما الشُّح؟ قال: أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقته تلفاً. قال: فما الإخاء؟ قال: الوفاء في الشدة والرخاء. قال: فما الجُبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنّكول على العدو. قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ ومَلْكُ النفس. قال فما الغنى؟ قال: رضا النفس بما قسم الله لها وإن قلَّ، فإنما الغنى غنى النفس قال: فما الفقر؟ قال: شره النفس في كل شئ. قال: فما الذلُّ؟ قال: الفزع عند المصدوقة (?). قال فما الجرأة؟ قال: موافقة الأقران. قال فما الكُلْفة؟ قال: كلامك فيما لا يَعْنِيك.

قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغُرم وأن تعفو عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015