بهذا العدد، بل نبوة منه، بأن الإسلام لا يزال عزيزاً في عصور هؤلاء، وكان عصر الخلفاء الراشدين وبني أميه عصر عزة ومنعة (?)،
ولهذا قال ابن تيمية: إن الإسلام وشرائعه في بني أمية أظهر وأوسع مما كان بعدهم، ثم استشهد بحديث: لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش. ثم قال: وهكذا كان، فكان الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم تولى من اجتمع الناس عليه وصار له عز ومنعة معاوية وابنه يزيد ثم عبد الملك وأولاده الأربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز وبعد ذلك حصل من النقص ما هو باق إلى الآن. ثم شرح ذلك (?)، ثم أنه قال في الحديث: كلهم من قريش (?)، وهذا يعني أنهم لا يختصون بعلي وأولاده: ولو كانوا مختصين بعلي وأولاده لذكر ما يميزون به، ألا ترى أنه لم يقل: كلهم من ولد إسماعيل ولا من العرب، فلو امتازوا بكونهم من بني هاشم، أو من قبيل علي لذكروا بذلك، فلما جعلهم من قريش مطلقاً علم أنهم من قريش، بل لا يختصون بقبيلة، بل بنو تيم وبنو عدي، وبنو عبد شمس، وبنو هاشم، فإن الخلفاء الراشدين كانوا من هذه القبائل (?)، فإذن لم يبق من الأوصاف التي تنطبق على ما يريدون إلا مجرد العدد، والعدد لا يدل على شئ (?).
استمر أمير المؤمنين الحسن بن علي بعد بيعته خليفة على الحجاز واليمن والعراق وغير ذلك نحو سبعة أشهر، وقيل ثمانية أشهر، وقيل ستة أشهر وكانت خلافته هذه المدة خلافة راشدة حقة لأن تلك المدة كانت تتمة لمدة الخلافة الراشدة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مدتها ثلاثون سنة ثم تصير ملكاً (?)، فقد روي الترمذي بإسناده إلى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلافة في