لك ولا لأصحابك، فرأيت سيفاً، ثم رأيت ثانياً، ثم سمعت علياً يقول: لا يفوتنكم الرجل وشد الناس عليه من كل جانب، قال: فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم وأدخل على علي، فدخلت فيما دخل من الناس، فسمعت علياً يقول: النفس بالنفس، أنا إن مت فاقتلوه كما قتلني، وإن بقيت رأيت فيه رأيي (?)، وذكر أن الناس دخلوا على الحسن فزعين لما حدث من أمر علي، فبينما هم عنده وابن ملجم مكتوف بين يديه، إذ نادته أم كلثوم بنت علي وهي تبكي: أي عدو الله لا بأس على أبي، والله مخزيك، قال: فعلى من تبكين؟ والله لقد اشتريته بألف، وسممته بألف، ولو كانت هذه الضربة على جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد (?)، وقد جمع الأطباء لعلي رضي الله عنه يوم جرح وكان أبصرهم بالطب أثير بن عمر السكوني، وكان صاحب كسرى يتطبب فأخذ أثير رئة شاه حارة، فتتبع عرقاً منها، فاستخرجه، فأدخله في جراحة علي، ثم نفخ العرق واستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه، فقال: يا أمير المؤمنين أعهد عهدك فإنك ميت (?)،

وذكر أن جندب بن عبد الله دخل على علي فسأله، فقال: يا أمير المؤمنين إن فقدناك ـ ولا نفقدك ـ فنبايع الحسن؟ قال ما آمركم ولا أنهاكم أنتم أبصر (?)، ومن هذا الأثر يظهر إيمان أمير المؤمنين علي بحق الأمة في اختيار خليفتها.

7 ـ وصية أمير المؤمنين علي للحسن والحسين رضي الله عنهم:

دعا أمير المؤمنين حسن وحسيناً، فقال: أوصيكما بتقوى الله، وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تبكيا على شئ زُوِي عنكما، وقولا الحق، وأرحما اليتيم وأغيثا الملهوف، واصنعا للآخرة وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً، واعملا بما في الكتاب ولا تأخذكما في الله لومة لائم، ثم نظر إلى محمد بن الحنفية، فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويك (?)، قال: نعم، قال: فإني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك، لعظيم حقهما عليك، فاتبع أمرهما، فلا تقطع أمراً دونهما ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015