بن شبه أن القتلى يزيدون على ستة آلاف، إلا أن الرواية ضعيفة سنداً (?)، وأما اليعقوبي، فقد جاوز هؤلاء جميعاً، إذ وضع عدد القتلى نيفاً وثلاثين ألفاً (?)، وهذه الأرقام مبالغاً فيها جداً وقد ذكرت في كتابي أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أسباب المبالغة.

7 ـ نداء أمير المؤمنين بعد الحرب:

ما إن بدأت الحرب تضع أوزارها، حتى نادى منادي علي: أن لا يجهزوا على جريح، ولا يتبعوا مدبراً، ولا يدخلون داراً ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن وليس لجيشه من غنيمة إلا ما حمل إلى ميدان المعركة من سلاح وكراع وليس لهم ما وراء ذلك من شئ، ونادى منادي أمير المؤمنين فيمن حاربه من أهل البصرة من وجد شيئاً من متاعه عند أحد من جنده، فله أن يأخذه (?).

8 ـ تفقده للقتلى وترحمه عليهم:

بعد انتهاء المعركة خرج أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يتفقد القتلى في نفر من أصحابه، فأبصر محمد بن طلحة السجاد، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما والله لقد كان شاباً صالحاً، ثم قعد كئيباً حزيناً .. ودعا للقتلى بالمغفرة وترحم عليهم وأثنى على عدد منهم بالخير والصلاح (?).

9 ـ تأثره من مقتل طلحة رضي الله عنه:

وإن علياً لما دار بين القتلى رأى طلحة مقتولاً فجعل يمسح عن وجهه التراب (?) ثم قال: عزيز عليّ أبا محمد أن أراك مُجندلاً في الأودية، ثم قال: إلى الله أشكو عُجري وبُجري (?) وترحم عليه وقال: ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015