إِبْرَاهِيم لتخرج النَّاس من الظُّلُمَات إِلَى النُّور وَقَالَ الْبَقَرَة الله ولي الَّذين آمنُوا يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور وَالَّذين كفرُوا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النُّور إِلَى الظُّلُمَات وَقَالَ الْحَدِيد يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وآمنوا بِرَسُولِهِ يُؤْتكُم كِفْلَيْنِ من رَحمته وَيجْعَل لكم نورا تمشون بِهِ وَلِهَذَا ضرب الله للْإيمَان مثلين مثلا بِالْمَاءِ الَّذِي بِهِ الْحَيَاة وَمَا يتقرن بِهِ من الزّبد ومثلا بالنَّار الَّتِي بهَا النُّور وَمَا يقْتَرن بِمَا يُوقد عَلَيْهِ من الزّبد وَكَذَلِكَ ضرب الله للنفاق مثلين قَالَ تَعَالَى الرَّعْد أنزل من السَّمَاء مَاء فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا فَاحْتمل السَّيْل زبدا رابيا وَمِمَّا يوقدون عَلَيْهِ فِي النَّار ابْتِغَاء حلية أَو مَتَاع زبد مثله كَذَلِك يضْرب الله الْحق وَالْبَاطِل فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء وَأما مَا ينفع النَّاس فيمكث فِي الأَرْض كَذَلِك يضْرب الله الْأَمْثَال وَقَالَ تَعَالَى فِي الْمُنَافِقين الْبَقَرَة مثلهم كَمثل الَّذِي استوقد نَارا فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حوله ذهب الله بنورهم وتركهم فِي ظلمات لَا يبصرون صم بكم عمي فهم لَا يرجعُونَ أَو كصيب من السَّمَاء فِيهِ ظلمات ورعد وبرق يجْعَلُونَ أَصَابَهُم فِي آذانهم من الصَّوَاعِق حذر الْمَوْت وَالله مُحِيط بالكافرين يكَاد الْبَرْق يخطف أَبْصَارهم كلما أَضَاء لَهُم مَشوا فِيهِ وَإِذا أظلم عَلَيْهِم قَامُوا وَلَو شَاءَ الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إِن الله على كل شَيْء قدير فَضرب لَهُم مثلا بِالَّذِي أوقد النَّار كلما أَضَاءَت أطفاها الله والمثل المائي كَالْمَاءِ النَّازِل من السَّمَاء وَفِيه ظلمات ورعد وبرق ولبسط الْكَلَام فِي هَذِه الْأَمْثَال مَوضِع آخر وَإِنَّمَا الْمَقْصُود هُنَا ذكر حَيَاة الْقُلُوب وإنارتها وَفِي الدُّعَاء الْمَأْثُور اجْعَل الْقُرْآن ربيع قُلُوبنَا وَنور صدورنا وَالربيع هُوَ الْمَطَر الَّذِي ينزل من السَّمَاء فينبت بِهِ النَّبَات قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن مِمَّا ينْبت الرّبيع مَا يقتل حَبطًا أَو يلم والفصل الَّذِي ينزل فِيهِ أول الْمَطَر تمسيه الْعَرَب الرّبيع لنزول الْمَطَر الَّذِي ينْبت الرّبيع فِيهِ وَغَيرهم يُسمى الرّبيع الْفَصْل الَّذِي يَلِي الشتَاء فَإِن مِنْهُ تخرج الأزهار الَّتِي تخلق مِنْهَا الثِّمَار وتنبت الاوراق على الاشجار وَالْقلب الْحَيّ الْمنور فَإِنَّهُ لما فِيهِ من النُّور يسمع ويبصر وَيعْقل وَالْقلب الْمَيِّت فَإِنَّهُ لَا يسمع وَلَا يبصر قَالَ تَعَالَى الْبَقَرَة وَمثل الَّذين كفرُوا كَمثل الَّذِي ينعق بمالا يسمع إِلَّا دُعَاء ونداء صم بكم عمي فهم لَا يعْقلُونَ وَقَالَ تَعَالَى يُونُس وَمِنْهُم من يستعمون إِلَيْكُم أفأنت تسمع الصم وَلَو كَانُوا لَا يعْقلُونَ