قوت مَرضه وَإِن حصلت لَهُ حِكْمَة وموعظة كَانَت من أَسبَاب صَلَاحه وشفاءه قَالَ تَعَالَى الْحَج ليجعل مَا يلقى الشَّيْطَان فتْنَة للَّذين فِي قُلُوبهم مرض لِأَن ذَلِك أورث شُبْهَة عِنْدهم والقاسية قُلُوبهم ليبسها فَأُولَئِك قُلُوبهم ضَعِيفَة بِالْمرضِ فَصَارَ مَا ألْقى الشَّيْطَان فتْنَة لَهُم وَهَؤُلَاء كَانَت قُلُوبهم قاسية عَن الايمان فَصَارَ فتْنَة لَهُم وَقَالَ الْأَحْزَاب لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض والمرجفون فِي الْمَدِينَة كَمَا قَالَ المدثر وليقول الَّذين فِي قُلُوبهم مرض لم تمت قُلُوبهم كموت قُلُوب الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَلَيْسَت صَحِيحَة صَالِحَة كصالح قُلُوب الْمُؤمنِينَ بل فيهامرض شُبْهَة وشهوات وَكَذَلِكَ الْأَحْزَاب فيطمع الَّذِي فِي قلبه مرض وَهُوَ مرض الشَّهْوَة فَإِن القلبالصحيح لَو تعرضت لَهُ الْمَرْأَة لم يلْتَفت إِلَيْهَا بِخِلَاف الْقلب الْمَرِيض بالشهوة فَإِنَّهُ لضَعْفه يمِيل إِلَى مَا يعرض لَهُ من ذَلِك بِحَسب قُوَّة الْمَرَض وَضَعفه فَإِذا خضعن بالْقَوْل طمع الَّذِي فِي قلبه مرض وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور وَمن فِي قلبه أمراض الشُّبُهَات والشهوات فَفِيهِ من الْبَينَات مَا يزِيل الْحق من الْبَاطِل فيزيل أمراض الشُّبْهَة الْمفْسدَة للْعلم والتصور والادراك بِحَيْثُ يرى الاشياء على مَا هِيَ عَلَيْهِ وَفِيه من الْحِكْمَة وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة بالترغيب والترهيب والقصص الَّتِي فِيهَا عِبْرَة مَا يُوجب صَلَاح الْقلب فيرغب الْقلب فِيمَا يَنْفَعهُ ويرغب عَمَّا يضرّهُ فَيبقى الْقلب محبا للرشاد مبغضا للغي بعد أَن كَانَ مرِيدا للغي مبغضا للرشاد فالقرآن مزيل للأمراض الْمُوجبَة للإرادات الْفَاسِدَة حَتَّى يصلح الْقلب فتصلح إِرَادَته وَيعود إِلَى فطرته الَّتِي فطر عَلَيْهَا كَمَا يعود الْبدن إِلَى الْحَال الطبيعي ويغتذي الْقلب من الايمان وَالْقُرْآن بِمَا يُزَكِّيه وَيُؤَيِّدهُ كماي يتغذى الْبدن بِمَا ينميه ويوقمه فَإِن زَكَاة الْقلب مثل نَمَاء الْبدن وَالزَّكَاة فِي اللُّغَة النَّمَاء وَالزِّيَادَة فِي الصّلاح يُقَال زكا الشَّيْء إِذا نما فِي الصّلاح فالقلب يحْتَاج ان يتربى فينمو وَيزِيد حَتَّى يكمل وَيصْلح كَمَا يحْتَاج الْبدن أَن يربى بالأغذية الْمصلحَة لَهُ وَلَا بُد مَعَ ذَلِك من منع مَا يضرّهُ فَلَا يَنْمُو الْبدن إِلَّا باعطاء مَا يَنْفَعهُ وَمنع مَا يضرّهُ وَكَذَلِكَ الْقلب لَا يزكو فينمو وَيتم صَلَاحه إِلَّا بِحُصُول مَا يَنْفَعهُ وَدفع مَا يضرّهُ وَكَذَلِكَ الزَّرْع لَا يزكو إِلَّا بِهَذَا وَالصَّدَََقَة لما كَانَت تُطْفِئ الْخَطِيئَة كَمَا يُطْفِئ المَاء النَّار صَار الْقلب يزكو بهَا وزكاته معنى زَائِد على طَهَارَته من الذَّنب قَالَ الله تَعَالَى التَّوْبَة خُذ