وإنما هو كالرزباني

9 - وأخذ عليه الأصمعي روايته لبيت آخر لأوس:

تركت الخبيث لم أشارك ولم أذق ... ولكن أعف الله كسبي ومطمعي وإنما هو ((أدق)) بالدال المهملة، من ودق يدق بمعنى لم أدن منه.

10 - وقرأ قول الحطيئة:

لقد شوشت أمر بنيك حتى ... تركتهم أدق من الطحين فتعقبه الأصمعي وقال إنما هو ((سوست)) أي ملكت.

11 - ومن شعر الأعشى: ((جونة جارية ذات روح)) قال الأصمعي: وإنما هو ((جارنة)) أي جرنت ومرنت لكثرة ما ينبذ فيها.

12 - وروى قول حاتم الطائي: ((يرى الخمس تعذيباً)) وإنما، صوابه ((يرى الخمص)) (?) .

ومن تأمل هذه الأمثلة بعين الناقد البصير درى أن لكل قراءة أوردها المفضل وجهاً مقبولاً، وإذا عرفنا أن أكبر متعقبين لقراءته هما خلف الأحمر وأبو عبيدة، أدركنا أن هناك اتجاهاً بصرياً - في أغلب الأحيان - يقف متحدياً للرواية الكوفية.

فإذا تجاوزنا الشعر وتفسيره وتقييمه وجدنا للمفضل مشاركة هامة في معارف أخرى، فكتابه الأمثال - موضع هذا الاهتمام - بمثل صورة دقيقة لمعرفته بالأيام، والأساطير الجاهلية (?) والحكايات (?) ورواية المدائني في الطبري معرض لمعرفته بأخبار التاريخ الإسلامي، وخاصة لمنطقة خراسان (?) ، كما أن لديه معلومات هامة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015