فليسمع من حماد، ومن أراد رواية صحيحة فليأخذها عن المفضل (?) .
ويستدل من أسفه على الهادي وتمثله ببيتين من الشعر عند وفاته، بأنه كان على علاقة طيبة به (?) .
وتتوثق علاقته بالرشيد، فنراه يذهب إلى مكة في صحبته، وعند منصرفهما سنح ذئب، فسأله الرشيد، ما أحسن ما قيل في الذئي فأنشده قول الراجز:
أطلاس يخفي شخصه غباره ... في فمه شفرته وناره فقال الرشيد: أحسن الشاعر، ولكني أحفظ ما هو أحسن من هذا فإن جئت به فذلك خاتمي، فقال المفضل: لعل أمير المؤمنين يريد:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ال؟ ... منايا بأخرى فهو يقظان هاجع (?) فقال الخليفة: ما طرح هذا لسانك إلا لذهاب خاتمي، ورمى به إليه (?) .
وتجيء هذه الرواية على نحو آخر، فلا يرد شيء عن سنوح الذئي، ولا ينشد المفضل قول الراجز، ومكان اللقاء مجلس للرشيد، لعله في بغداد، يحضره جحظة البرمكي، وتضيف الرواية تقدير قيمة الخاتم وأنها ألف وستمائة دينار، وتضيف عنصراً هاماً إلى القصة: وذلك أن أم جعفر زوج الرشيد سمعت بما جرى للخاتم فاشترته من المفضل بالقيمة نفسها، وأعادته إلى الرشيد قائلة: ((قد كنت