لأصحابه اجتماعاً دعاهم إلى تلك الدار نفسها (?) ، وكان المفضل نفسه يخرج ليتسقط الأخبار لإبراهيم، أو ليتعهد بالزيارة ضيعة له كانت على مقربة من تلك المدينة، وكانت حماسته للثورة تدفعه إلى دعوة الناس - بشتى الوجوه والحيل - للانضمام إليها (?) .

ولما قرر إبراهيم الخروج كان المفضل في صحبته، وهو يقص علينا خبر ذلك الخروج بقوله: ((فلما خرج خرجت معه، فلما صار بالمربد - مربد سليمان ابن علي - وقف عليهم وأمنهم واستسقى ماء فأتي به فشرب، فأخرج إليه صبيان من صبيانهم فضمهم إليه وقال: هؤلاء والله منا ونحن منهم، لحمنا ودمنا، ولكن آباءهم انتزوا على أمرنا، وابتزوا حقوقنا وسفكوا دمائنا)) (?) وتمثل إبراهيم بأبيات شعرية استحسنها المفضل فسأله عن قائلها، فعلم منه أنها لضرار بن الخطاب الفهري تمثل بها علي بن الحسين ثم زيد ثم يحيى بن زيد، فتطير المفضل له من تمثله بأبيات لم يتمثل بها أحد إلا قتل.

وتحرك إبراهيم مع جماعته إلى باخمري وهناك أتاه نعي أخيه محمد، فأجهش في البكاء، فأخذ المفضل يعزيه ويلومه على ما يظهره من الجزع، وفي كل موقف كان إبراهيم يتمثل بشعر، حتى إذا التحمت الحرب واشتدت قال للمفضل: حركني بشيء، فجاء دور المفضل - وهو الدور الطبيعي للرواية - لينشده شعراً، فأنشده أبياتاً لعويف القوافي، وأعادها عليه مرتين، ((فتمطى في ركابيه فقطعهما وحمل فغاب عني، وأتاه سهم عائر فقتله، وكان آخر عهدي به)) (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015