وسمع قراءته ساخت يدا فرسه في الأرض إلى بطنها، وكانت أرضا صلبه، وثار من تحتها مثل الدخان، فقال: ادع لي يا محمد ليخلصني اللَّه، ولك علي أن أراد عنك الطلب فدعا له، فتخلص فعاد يتبعهم، فدعا عليه الثانية، فساخت قوائم فرسه أشد من الأول. فقال: يا محمد، قد علمت أن هذا من دعائك عليّ، فادع لي ولك عهد اللَّه أن أردّ عنك الطلب، فدعا له فخلص،
وقرب من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وقال: يا رسول اللَّه خذ سهما من كنانتي فإن إبلي بمكان كذا فخذ منها ما أحببت. فقال: لا حاجة لي في إبلك. فلما أراد أن يعود عنه قال: كيف بك يا سراقة إذا سوّرت بسواري كسرى! قال: كسرى بن هرمز! قال: نعم.
وسأل سراقة أن يكتب له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كتابا، فكتب له أبو بكر رضي اللَّه عنه، ويقال: بل كتب له عامر بن فهيرة، في أديم [ (?) ] ورجع يقول للناس: قد كفيتم ما هاهنا، ويرد عنهم الطلب.
ولقي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بريدة بن الحصيب الأسلمي في ركب من قومه فيما بين مكة والمدينة وهم يريدون موقع سحابة [ (?) ] فأسلموا بعد ما دعاهم إليه، واعتذروا بقلة اللبن معهم وقالوا: مواشينا شصص، أي جافّة [ (?) ] وجاءوه [ (?) ] بلبن فشربه وأبو بكر، ودعا لهم بالبركة.