امتاع الاسماع (صفحة 5161)

وأما تصديق اللَّه تعالى رسوله صلّى اللَّه عليه وسلّم عثمان بن أبي طلحة أنه يأخذ مفتاح الكعبة ويضعه حيث شاء

فقال الواقدي في (مغازيه) [ (?) ] ثم نزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم [يعني من الكعبة يوم فتح مكة [ (?) ]] ومعه المفتاح ناحية من المسجد فجلس، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد قبض السقاية من العباس وقبض المفتاح من عثمان، فلما جلس قال: ادعوا لي عثمان فدعى له عثمان بن أبي طلحة، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: لعثمان يوما [بمكة] وهو يدعوه إلى الإسلام ومع عثمان المفتاح، [فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:] لعلك سترى هذا المفتاح [يوما] بيدي أضعه حيث شئت، فقال عثمان:

لقد هلكت إذا قريش وذلت، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: بل عمرت وعزّت يومئذ، فلما دعاني [رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم] بعد أخذه المفتاح صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكرت [من] قوله ما كان قال.

فأقبلت، فاستقبلته صلّى اللَّه عليه وسلّم ببشر، واستقبلني [عليه الصلاة والسلام] ببشر، ثم قال: خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها [منكم] إلا ظالم، يا عثمان إن اللَّه- تعالى- استأمنكم على بيته فكلوا بالمعروف.

قال عثمان: فلما وليت ناداني فرجعت إليه، فقال: ألم يكن الّذي قلت لك؟ قال: فذكرت قوله لي بمكة فقلت: بلى، أشهد أنك رسول اللَّه، فأعطاه المفتاح، والنبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مضطبع [ (?) ] بثوبه وقال: أعينوه، وقال: قم على الباب وكل بالمعروف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015