وخرج يوم الخميس على سرف إلى مر الظهران، واستعمل على مكة عتّاب ابن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، وخلّف معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري يعلمان الناس القرآن والتفقه في الدين.
وقال لعتاب: أتدري على من استعملتك؟ قال: اللَّه ورسوله أعلم! قال: استعملتك على أهل اللَّه، بلّغ عني أربعا: لا يصلح شرطان في بيع، ولا بيع وسلف، ولا بيع ما لم يضمن، ولا تأكل ربح ما ليس عندك [ (?) ] .
وكان أول من قدم المدينة بفتح حنين رجلان من بني عبد الأشهل، هما:
الحارث بن أوس، ومعاذ بن أوس بن عبيد بن عامر [ (?) ] . وقدم صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي القعدة.
وفي هذه السنة- وهي سنة ثمان- بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عمرو بن العاص إلى جيفر وعمرو ابني الجلندي بعمان مصدّقا، فأخذ الصدقة من أغنيائهم وردها على فقرائهم، وأخذ الجزية من المجوس، وهم كانوا أهل البلد. وقيل: كان ذلك في سنة سبع. وفيها تزوّج صلى اللَّه عليه وسلّم فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية ثم فارقها.
فيها ولدت مارية إبراهيم ابن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في ذي الحجة، وفيها أقام عتاب ابن أسيد بالناس الحجّ، وحج الناس على ما كانت عادة العرب تحجّ، وحج ناس