امتاع الاسماع (صفحة 3479)

فقمنا له على أرجلنا صفين، يحييه كل رجل منا حتى انتهى إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وقائل يقول: إنما عنى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بقوله:

قوموا إلى سيدكم،

يعنى به الأنصار دون قريش. قالت الأوس الذين بقوا عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لسعد: يا أبا عمرو، إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد ولاك الحكم، فأحسن فيهم، واذكر بلاءهم عندك.

فقال سعد بن معاذ: أترضون بحكمي لبني قريظة؟ قالوا: نعم، قد رضينا بحكمك وأنت غائب عنا، اختيارا منا، ورجاء أن تمن علينا كما فعله غيرك من حلفائه من قينقاع، وأثرنا عندك أثرنا، وأحوج ما كنا اليوم إلى مجازاتك، فقال سعد: لا آلوكم جهدا. فقالوا: ما يعنى بقوله هذا؟ ثم قال عليكم عهد اللَّه وميثاقه أنّ الحكم فيكم ما حكمت؟ قالوا: نعم.

قال سعد للناحية الأخرى التي فيها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو معرض عنها إجلالا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: وعلى من هاهنا مثل ذلك؟ فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ومن معه: نعم. قال سعد: فإنّي أحكم فيهم أن يقتلا من جرت عليه الموسى [ (?) ] ، وتسبى النساء والذرية، وتقسم الأموال، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:

لقد حكمت بحكم اللَّه عز وجل من فوق سبع أرقعة [ (?) ] .

وكان سعد بن معاذ في الليلة التي في صبحها نزلت قريظة على حكم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قد دعا فقال: اللَّهمّ إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقنى لها، فإنه لا قوم أحب إليّ أن أقاتل من قوم كذبوا رسول اللَّه، وآذوه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015