امتاع الاسماع (صفحة 2375)

جىّ [ (?) ] ، وقيل من أصبهان [ (?) ] ، وكان إذا قيل له: ابن من أنت؟ قال: أنا سلمان ابن الإسلام، من بنى آدم.

وله خبر طويل في إسلامه، حاصله أنه كان يطلب دين اللَّه، ويتبع من يرجو ذلك عنده، فدان بالنصرانية، وغيرها، وقرأ الكتب، وصبر في ذلك على مشقات نالته، وتداوله في ذلك بضعة عشر رتا [ (?) ] ، من رت [ (?) ] إلى رت [ (?) ] حتى أفضى إلى النبي عليه السّلام، فاشتراه من قوم يهود.

روى ابن عبد البر من طريق على بن المديني، حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثنا عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه: أن سلمان أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بصدقة فقال: هذه صدقة عليك وعلى أصحابك، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: يا سلمان! إنّا لا تحل لنا الصدقة، فدفعها، ثم جاءه من الغد بمثلها فقال: هذه هدية لك، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لأصحابه: كلوا.

ثم اشترى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سلمان بكذا وكذا درهما من يهود على أن يغرس لهم كذا وكذا من النخل يقوم عليه حتى يدرك، قال: فغرس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم النخل كله إلا نخلة غرسها عمر، فأطعم النخل كله إلا النخلة التي غرس عمر، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: من غرس هذه النخلة؟ قالوا: عمر، قال:

فقطعها، وغرسها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأطعمت من عامها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015