الوجه الثاني: أن ينسخ خطه [ويبقى] [ (?) ] حكمه، وذلك نحو قول عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: لولا أن يقول قوم: زاد عمر في كتاب اللَّه لكتبتها بيدي، الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما بما قضيا من اللذة نكالا من اللَّه واللَّه عزيز حكيم [ (?) ] ، لقد قرأناها على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فهذا مما نسخ ورفع خطه من المصحف، وحكمه باق في الثيب من الزنا إلى يوم القيامة إن شاء اللَّه تعالى عند أهل السنة.
ومن هذا ما رواه مالك في الموطأ، عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: أمرتني عائشة رضي اللَّه عنها أن أكتب لها مصحفا، وقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذنّي: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى [وصلاة العصر] وقوموا للَّه قانتين [ (?) ] ثم قالت: سمعتها من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقد تأول قوم في قول عمر رضي اللَّه عنه: قرأنا على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، أي تلوناها، والحكمة تتلى، بدليل قول اللَّه تعالى: وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ
[ (?) ] ، وبين أهل العلم في هذا تنازع يطول ذكره.