الإسلامية منها عشرين، وردت علي سبيل التمثيل لا الحصر وقد أشير من خلالها إلي أن فيها ما هو أشدّ وأنكى من المحن المعاصرة، معللا لهذه المحن بأسباب طبيعية، كقصور جري النيل في مصر، وعدم نزول المطر في الشام، والعراق، والحجاز، وما يصيب الغلال من الآفات وسمائم الرياح.
وأخرى غير طبيعية، ترجع إلى سوء تدبير ولاة الأمور، وتتحصر في أمور ثلاثة، هي:
1- ولاية الخطط السلطانية والمناصب الدينية بالرشاء.
2- غلاء إيجار الأطيان الزراعية علي مبلغ ما تغله الأرض من محصول.
3- رواج الفلوس النحاسية.
وفي هذا العامل الأخير يكمن لب المشكلة وحلها في رأي المقريزيّ- رحمه اللَّه- ولذا صرف جل اهتمامه إليه، مستطردا منه إلي ثلاثة موضوعات، هي:
1- النقد الإسلامي، وتطور سك العملة، وأثره في النظام النقدي في مصر.
2- نشأة الفلوس المضروبة من النحاس الأحمر في مصر، وتراجع الدراهم المضروبة من الذهب لعدم ضربها، وسبكها حليا.
3- أسعار النقد [ذهبا وفضة] ، وبعض السلع الرئيسية من المحاصيل الزراعية.
لكن شاب هذه الرسالة- كذلك- تسليم المقريزيّ- رحمه اللَّه- من خلال مادتها بكثير مما جاء في مصادره من المبالغات، أو مستغربات الحدوث، في مصر والشام. ومن ذلك إشارته إلي نطق ثور جبة عسال- قرية من قرى دمشق بالشام-.
منه نسخة خطية في دار الكتب المصرية [فهرس الدار] : 5/ 36، ونسخة خطية في مكتبة نور العثمانية برقم (4937/ 1) .
نشره في القاهرة لجنة التأليف والترجمة والنشر، ط 2، 1957 م، بتحقيق الدكتور محمد مصطفى زيادة، والدكتور جمال الدين الشيال.