امالي اليزيدي (صفحة 96)

نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " إلى آخر الآية فدعا العباس فتلاها عليه فرجع العباس وقد اشتد جزعه من ذلك فأتى على ابن أبي طالب فقال هلكت والله وقص عليه القصة فقال له علي وما يعرضك للتنزيل من الله ألم أنهك عن ذلك ومالك، ولهذا قال أنشدك الله يا ابن أخي لما أدركتني فقد هلكت ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه في شأني فأتاه علي فذكر له الذي لقي العباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لم تنزل فيه إنما نزلت في الدين بعثوه.

حدثنا أبو حرب قال حدثنا محمد بن عباد قال حدثنا جرير بن حازم عن الحسن بن أبي الحسن قال حضر باب عمر بن الخطاب بلال وصهيب وناس من ضعفة الناس ممن شهد بدراً من فقراء المسلمين وأبو سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام ونحوهم، فخرج صاحب عمر رضي الله عنه فأذن لبلاد وصهيب وتلك الطبقة ولم يلتفت إلى الآخرين فقال أبو سفيان ما رأيت كاليوم قط أنه يأذن لهذه العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا، فقال سهيل بن عمرو وكان امرءاً عاقلاً أيها القوم إني والله قد أرى ما في وجوهكم فإن كنتم غضاباً فعلى أنفسكم فاغضبوا دعى القوم فأجابوا ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم إليه من الفضل فيما لا ترون أشد فوتاً من بابكم هذا الذي تنافسونهم عليه قام فانطلق.

قال الحسن صدق والله سهيل لا يجعل الله عبداً أسرع إليه مثل عبد أبطأ عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015