ذلك فيه! ويكون معنى خلقه لأفعال العباد أنه مقدر لها، ومعرف لنا مقاديرها ومراتبها وما به نستحق عليها من
الجزاء.
وليس يمتنع أن يقال: إنه خالق للأعمال على هذا المعنى إذا ارتفع الإبهام وفهم المراد؛ فهذا كله تقتضيه الآية. ولو لم يكن فى الآية شيء مما ذكرناه مما يوجب العدول عن حمل قوله:
وَما تَعْمَلُونَ على خلق نفس الأعمال لوجب أن نعدل بها عن ذلك، ونحملها على ما ذكرناه بالأدلة العقلية الدّالة على أنه تعالى لا يجوز أن يكون خالقا لأعمالنا، وإن تصرفنا محدث بنا، ولا فاعل له سوانا؛ وكل هذا واضح بين (?).
*** قال سيدنا أدام الله علوّه: وإنى لأستحسن لبعض نساء بنى أسد قولها:
ألم ترنا غبّنا ماؤنا … زمانا، فظلنا نكدّ البئارا (?)
فلمّا عدا الماء أوطانه … وجفّ الثّماد فصارت حرارا (?)
وضجّت إلى ربّها فى السّماء (?) … رءوس العضاه تناجى السّرارا
وفتّحت الأرض أفواهها … عجيج الجمال وردن الجفارا (?)
لبسنا لدى عطن ليلة … على اليأس آتابنا والخمارا (?)
وقلنا: اعبروا النّدى حقّه … وصبر الحفاظ، وموتوا حرارا (?)