أصفراء لا أنسى هواك ولا ودّى … ولا ما مضى (?) بينى وبينك من عهد

لقد كان ما بينى زمانا وبينها … كما كان بين المسك والعنبر الورد

أى كما كان بين طيب المسك والعنبر.

وكقوله:

أصفراء كان الودّ منك مباحا … ليالى كان الهجر منك مزاحا

وكان جوارى الحىّ إذ كنت فيهم … قباحا، فلمّا غبت صرن ملاحا

وقد روى:

* ملاحا فلما غبت صرن قباحا*

وقوله: «قباحا فلما غبت» يشبه قول السيد بن محمد الحميرىّ.

وإذا حضرن مع الملاح بمجلس … أبصرتهنّ- وما قبحن- قباحا

فأما قوله: «من البيض لم تسرح سواما» فإنه لا يكون مناقضا لقوله «صفراء»، وإن أراد بالصفرة لونها، لأن البياض هاهنا ليس بعبارة عن اللون؛ وإنما هو عبارة عن نقاء العرض وسلامته من الأدناس؛ والعرب لا تكاد تستعمل بيضاء (?) إلا فى هذا المعنى دون اللون، لأن البياض عندهم البرص، ويقولون فى الأبيض الأحمر، ومنه قول الشاعر:

جاءت به بيضاء تحمله … من عبد شمس صلتة الخدّ

ومثله «بيض الوجوه».

فأما قول بشار فى القطعة الثانية: «صفراء مثل الخيزرانة» فإنه يحتمل ما تقدّم من الوجوه، وإن كان اللون

الحقيقى أخصّ لقوله: «كالخيزرانة»؛ لأن الخيزران يضرب إلى الصّفرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015