والوجه الثالث أن تكون إِلَّا بمعنى الواو؛ والتأويل: خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، وما شاء ربك من الزيادة. واستشهد على ذلك بقول الشاعر:

وكلّ أخ مفارقه أخوه … لعمر أبيك إلّا الفرقدان (?)

معناه: والفرقدان، ويقول الآخر:

وأرى لها دارا بأغدرة السّ … يّدان لم يدرس لها رسم (?)

إلّا رمادا هامدا دفعت … عنه الرّياح خوالد سحم

والمراد ب «إلا» هاهنا الواو؛ وإلا كان الكلام متناقضا.

والوجه الرابع أن يكون الاستثناء الأول متصلا بقوله: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ؛ وتقدير الكلام: لهم فى النار زفير وشهيق إلا ما شاء ربك من أجناس العذاب الخارجة عن هذين الضربين، ولا يتعلق الاستثناء بالخلود.

فإن قيل: فهبوا أنّ هذا أمكن فى الاستثناء الأول، كيف يمكن فى الثانى؟

قلنا: يحمل الثانى على استثناء المكث فى المحاسبة والموقف، أو غير ذلك مما تقدّم ذكره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015