وقال آخر (?):

فلو كان البكاء يردّ شيئا (?) … بكيت على بجير أو عفاق

على المرأين إذ هلكا جميعا … لشأنهما بشجو واشتياق (?)

أراد على بجير وعفاق.

وقد حكى المفضل بن سلمة هذا الوجه عن قطرب، وطعن عليه بأن قال: ليس شيء يعلم أشدّ قسوة عند المخاطبين من الحجارة، فينسق به عليها (?)؛ وإنما يصح ذلك فى قولهم:

أطعمتك تمرا أو أحلى منه، لأن أحلى منه معلوم.

واختار المفضل الوجه الّذي يتضمن أن أَوْ بمعنى «بل».

وهذا الّذي طعن به المفضّل ليس بشيء، لأنهم وإن لم يشاهدوا أو يعرفوا ما هو أشدّ قسوة من الحجارة فصورة قسوة الحجارة معلومة لهم، ويصحّ أن يتصوروا ما هو أشد قسوة منها، وما له الزيادة عليها؛ لأن قدرا ما إذا عرف صح (?) أن يعرف ما هو أزيد منه أو أنقص،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015