أما الّذي لمسلم فقوله فى قصيدة يرثى بها سهل بن الصباح:
وقف العفاة عليك من متحيّر … وله الرّجاء، وذى غنى يسترجع
ومخادع السّمع النّعىّ ودونه … خطب ألمّ بصادق لا يخدع
وقال البحترى يرثى وصيفا التركيّ:
إذا جدّ ناعيه توهّمت أنه … يكرّر من أخباره قول مازح (?)
وكنت أظن المتنبى قد سبق إلى قوله:
يحلّ القنا يوم الطّعان بعقوتى … فأحرمه عرضى، وأطعمه جلدى (?)
حتى رأيت هذا المعنى واللفظ بعينه لجهم بن شبل الكلابىّ من أهل اليمامة فى قوله:
ثنى قومه عن حدرجان وقد حنا … إلى الموت دامى الصّفحتين كليم (?)
أخو الحرب، أمّا جلده فمجرّح … كليم، وأما عرضه فسليم (?)
وكنت أظنّ البحترى قد سبق إلى معنى قوله فى الفتح بن خاقان:
حملت عليه السّيف، لا عزمك انثنى … ولا يدك ارتدّت، ولا حدّه نبا (?)
حتى وجدت لشاعر متقدم:
طعنت ابن دهمان بنجران طعنة … شققت بها عنه مضاعفة السّرد
فلا الكفّ أوهت بى، ولا الرّمح خاننى، … ولا الأدهم المنعوت حاد عن القصد
***