وقد عرض الرّئيس على بنيه … فقال القوم: هذا لا يكون
ستحيا أو تموت، فطاولوه (?) … وقتل المرء والده جنون
فلم أقتل بحمد الله حصنا … وكلّ فتى ستدركه المنون
ولم أنكل عليه، وكلّ أمر … إذا هوّنته يوما يهون
فإن يك بدء هذا الأمر غثّا … فآخره بنى بدر سمين
وحكى عمرو بن بحر الجاحظ أن اسم عيينة بن حصن حذيفة، وإنما أصابته اللّقوة (?) فجحظت عينه؛ وزال فكّه، فسمى لذلك عيينة؛ وإذا عظمت عين الإنسان لقّبوه أبا عيينة، وأبا عيناء.
وروى قيس بن أبى حازم أن عيينة بن حصن دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: «هذا أحمق مطاع».
وروى أيضا أنه كان يدلع (?) لسانه للحسين بن عليّ عليهما السلام وهو صبىّ، فيرى [الصبىّ] (?) لسانه، فيهشّ له، فقال له عيينة: ألا أراك (?) تصنع هذا بهذا، فو الله إنه ليكون لى الابن رجلا قد خرج وجهه، ما قبّلته قطّ، فقال رسول رسول الله صلى الله عليه وآله: «[إنه من لم يرحم لا يرحم] (?)».
ونعود إلى ما كنا وعدنا به من الكلام على شعر مروان؛ فمما يختار من شعره قوله من قصيدة أوّلها:
صحا بعد جهل فاستراحت عواذله … وأقصرن عنه حين أقصر باطله
/ ومن مدّ فى أيامه فتأخّرت … منيّته، فالشّيب لا شكّ شامله