وحوراء المدامع من معدّ … كأنّ حديثها قطع الجنان
إذا قامت لسبحتها تثنّت … كأنّ قوامها من خيزران
ينسّيك المنى نظر إليها … ويصرف وجهها وجه الزمان
وأخبرنا المرزبانىّ قال حدثنا عليّ بن أبى عبد الله الفارسىّ قال حدثنى أبى عن عمر بن شبة قال قال لى أبو عبيدة: رحل بشار إلى الشام، فمدح سليمان بن هشام بن عبد الملك، وكان مقيما بحرّان، ؛ فقال قصيدة طويلة أوّلها:
نأتك على طول التّجاور زينب … وما علمت أنّ النّوى سوف يشعب (?)
وكان سليمان بخيلا فأعطاه خمسة آلاف درهم، ولم يصب غيرها بعد أن طال مقامه، فقال:
إن أمس منشنج اليدين عن النّدى … وعن العدوّ محبّس الشّيطان (?)
فلقد أروح على اللّئام مسلّطا … ثلج المقيل (?) منعّم النّدمان
فى ظلّ عيش عشيرة محمودة … تندى يدى، ويخاف فرط لسانى
أزمان سربال الشّباب مذيّل … وإذ الأمير عليّ من جيرانى
/ رئم بأحوية العراق إذا بدا … برقت عليه أكلة المرجان (?)
فاكحل بعبدة مقلتيك من القذى … وبوشك رؤيتها من الهملان
فلقرب من تهوى وأنت متيّم … أشفى لدائك من بنى مروان
فلما رجع إلى العراق برّه ابن هبيرة ووصله، وكان ابن هبيرة يقدّمه ويؤثره لمدحه قيسا وافتخاره بها، فلما جاءت دولة خراسان عظم شأنه.