قال سيدنا أدام الله علوّه: وأوّل من سبق إلى هذا المعنى فأحسن الأعشى فى قوله:
عهدى بها فى الحىّ قد درّعت … صفراء مثل المهرة الضّامر (?)
لو أسندت ميتا إلى نحرها … عاش ولم ينقل إلى قابر
حتّى يقول النّاس ممّا رأوا … يا عجبا للميّت النّاشر!
ومعنى الناشر: المنشور، يقال: نشر الله الميت فنشر، وهو ناشر بمعنى منشور؛ مثل ماء دافق فهو مدفوق.
وقال بعض أصحاب المعانى: إنّ الجارية التى وصفها أيضا هى ميتة بمعنى أنها ستموت، فيكون المعنى: إن الناس عجبوا من أن يكون من يموت ينشر الموتى، ومن قال هذا أجاز: نشر الله الموتى/ بمعنى أنشر؛ والقول الأول أظهر، وما نظن الأعشى عنى غيره.