ويقال: إن أبا عليّ البصير قال لأبى العيناء- وكانت بينهما ملاحاة معروفة: فى أىّ وقت ولدت؟ فقال له: قبل طلوع الشمس، فقال أبو عليّ: لذلك خرجت شحاذا سائلا، لأنه الوقت الّذي ينتشر فيه السؤال.
وأخبرنا أبو عبيد الله المرزبانىّ قال أخبرنى محمد بن يحيى الصولىّ قال حدثنى أبو العيناء قال: ما رأيت قطّ أحسن شاهدا عند حاجة من ابن عائشة! قلت له: يوما كان أبو عمرو المخزومىّ يقصدك ثم جفاك، فقال:
فإن تنأ عنّا لا تضرنا وإن تعد … تجدنا على العهد الّذي كنت تعلم
وقال: والله لا أدرى لمن هذا البيت، فقلت: إنّ ابن سلّام روى عن يونس أن الفرزدق لما قال:
تصرّم منى ودّ بكر بن وائل … وما خلت دهرى ودّهم يتصرّم (?)
قوارص تأتينى فيحتقرونها … وقد يملأ القطر الإناء فيفعم (?)
وكان قد نزل عليهم حين هرب من زياد، فقال جرير بن خرقاء العجلىّ (?) يحييه:
/ لقد بوّأتك الدّار بكر بن وائل … وردّت لك الأحشاء إذ أنت مجرم (?)