نصرانيا فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ؛ [المائدة: 51]، فقال أبو العيناء لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ؛ [الممتحنة: 8].
وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرنى محمد بن يحيى الصولىّ قال أخبرنا أبو العيناء قال: كان سبب اتصالى بأحمد بن أبى دؤاد أنّ قوما من أهل البصرة عادونى وادّعوا عليّ دعاوى كثيرة؛ منها أنّى رافضىّ، فاحتجت إلى أن خرجت عن البصرة إلى سرّ من رأى، وألقيت نفسى على ابن أبى دؤاد- وكنت نازلا فى داره، أجالسه كلّ يوم- وبلغ القوم خبرى، فشخصوا نحوى إلى سرّ من رأى، فقلت له: إنّ القوم قد قدموا من البصرة يدا عليّ، فقال: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ، فقلت: إنّ لهم مكرا، فقال: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ؛ [الأنفال: 30]، فقلت: هم كثيرون قال:
كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ؛ [البقرة: 249]، فقلت: لله درّ القاضى! هو والله كما قال الصّموت الكلابىّ:
لله درّك أىّ جنّة خائف … ومتاع دنيا أنت للحدثان (?)
متخمّط تطأ الرّجال غلبة … وطء الفنيق دوارج القردان (?)
وتركتهم حتّى كأنّ رءوسهم … مأمومة تنحطّ للغربان (?)
وتفرّج الباب الشّديد رتاجه … حتّى يصير كأنّه بابان
وقال لابنه الوليد: اكتب هذه الأبيات، فكتبها بين يديه.
- قال الصولىّ: حفظى من أبى العيناء الصّموت الكلابىّ على أنه رجل، وقال وكيع؛ حفظى أنها للصّموت الكلابية على أنها امرأة-
ودخل أبو العيناء على الحسن بن سهل، فأثنى عليه، فأمر له بعشرة آلاف درهم، وقال: