عهدتك وإنّ شأنك لشؤين، فقال له شريح: انت امرؤ تعرف النعمة فى غيرك، وتنساها فى نفسك.
وروى أبو العيناء عن العتبىّ قال: دخل الفرزدق إلى سعيد بن العاص، وعنده الحطيئة، فلما مثل بين يديه قال:
/ إليك فررت منك ومن زياد … ولم أحسب دمى لكما حلالا (?)
فإن يكن الهجاء أحلّ قتلى … فقد قلنا لشاعركم وقالا (?)
ترى الغرّ الجحاجح من قريش … إذا ما الأمر فى الحدثان عالا (?)
قياما ينظرون إلى سعيد … كأنّهم يرون به هلالا (?)
فقال له الحطيئة: هذا والله أيها الأمير الشّعر، لا ما كنّا نعلّل (?) به منذ اليوم، يا غلام أقدمت أمك الحجاز؟ فقال: لا، ولكن قدمه أبى.
أراد الحطيئة بقوله: إن كانت قدمت أمّك الحجاز، فقد وقعت بها (?)، وكنت منّى، وأراد الفرزدق بقوله: «ولكن قدمه أبى» أى وقع بأمك فكنت أنت (?).
ويشبه ذلك ما روى أنّ الفرزدق كان ينشد شعره يوما، والناس حوله، إذ مرّ به الكميت بن زيد، فقال له الفرزدق: كيف ترى شعرى؟ فقال الكميت: حسن بسن، فقال له الفرزدق:
أيسرّك أنى أبوك، قال: أمّا أبى فلا أريد به بدلا (?)، ولكن يسرّنى أن لو كنت أمى! فقال له