فى حلم أحنف فى شجاعة عامر … فى جود حاتم فى ذكاء إياس (?)
فقال له الكندىّ- وكان حاضرا-: ما صنعت شيئا، قال: وكيف؟ قال: لأنّ شعراء دهرنا قد تجاوزوا بالممدوح من كان قبله، ألا ترى إلى قول أبى العكوّك (?) فى أبى دلف:
رجل أبرّ على شجاعة عامر … بأسا وغبّر فى محيّا حاتم
فأطرق الطائىّ ثم رفع رأسه وأنشد:
لا تنكروا ضربى له من دونه … مثلا شرودا فى النّدى والباس
فالله قد ضرب الأقلّ لنوره … مثلا من المشكاة والنّبراس
وقال ابن هبيرة لأبى دلامة- وكان مولى لبنى أمية لما ظهرت المسوّدة (?): لأتخذنّ لك منهم عبدا صالحا يخدمك، فلما علت كلمتهم، وفشت دعوتهم قال أبو دلامة: ليت الله قيّض لى/ منهم مولى صالحا أخدمه.
وقال يحيى بن خالد لعبد الملك بن صالح الهاشميّ: إنّ خصالك كاملة سوى حقد فيك، فقال: أنا خزانة تحفظ الخير والشر. وقد نظر ابن الرومى إلى هذا المعنى فى قوله:
وما الحقد إلّا توأم الشّكر فى الفتى … وبعض السّجايا ينتسبن إلى بعض (?)
فحيث ترى حقدا على ذى إساءة … فثمّ ترى شكرا على حسن القرض
إذا الأرض أدّت ريع ما أنت زارع … من البذر فيها فهى ناهيك من أرض
وقال الحجاج للحطيط الخارجىّ: ما تقول فى عبد الملك بن مروان؟ قال: ما أقول فى رجل أنت خطيئة من خطاياه!
قال: فهل هممت بي قطّ! قال: نعم، ولكن حال بيننا