وذكر الأصمعىّ عن أبى عمرو بن العلاء قال: سئل الفرزدق بن غالب عن الجعدىّ فقال:
صاحب خلقان؛ يكون عنده مطرف بألف دينار، وخمار بواف (?).
قال الأصمعىّ: وصدق الفرزدق، بينا (?) النابغة فى كلام أسهل من الزلال وأشد من الصخر إذ لان فذهب، ثم أنشد له:
سما لك همّ ولم تطرب … وبتّ ببثّ ولم تنصب
وقالت سليمى أرى رأسه … كناصية الفرس الأشهب
وذلك من وقعات المنون … ففيئى إليك ولا تعجبى
أتين على إخوتى سبعة (?) … وعدن على ربعى الأقرب
ثم يقول فيها بعدها (?):
فأدخلك الله برد الجنا … ن جذلان فى مدخل طيّب
فلان كلامه؛ حتى لو كان أبو الشمقمق قال هذا البيت كان رديئا ضعيفا.
قال الأصمعىّ: وطريق الشعر إذا أدخلته فى باب الخير لان، ألا ترى أنّ حسان بن ثابت كان علا فى الجاهلية والإسلام، فلما أدخل شعره فى باب الخير من مراثى النبي صلى الله عليه وآله وحمزة وجعفر (?) عليهما السلام/ وغيرهما لان شعره!