قال المرتضى أدام الله علوّه: ومما يشاكل قوله: «إلى الجنة» فى جواب قول النبي صلى الله عليه وآله: «أين المظهر يا أبا ليلى» - وإن كان يتضمّن العكس من معناه- ما روى من دخول الأخطل على عبد الملك بن مروان، مستغيثا من فعل الجحّاف السّلمىّ، وأنه أنشده:
لقد أوقع الجحّاف بالبشر وقعة … إلى الله منها المشتكى والمعوّل (?)
/ فإن لم تغيّرها قريش بملكها … يكن عن قريش مستماز ومزحل (?)
فقال عبد الملك له: إلى أين يا ابن اللّخناء؟ فقال: إلى النار، قال: لو قلت غيرها لقطعت لسانك.
فقوله: «النار» تخلّص مليح على البديهة، كما تخلّص الجعدىّ بقوله: «إلى الجنة».
وأول قصيدة الجعدىّ الّذي ذكرنا منها الأبيات:
خليلىّ غضّا ساعة وتهجّرا (?) … ولوما على ما أحدث الدهر أو ذرا
ولا تسألا، إنّ الحياة قصيرة … فطيرا لروعات الحوادث أوقرا
وإن كان أمر لا تطيقان دفعه … فلا تجزعا مما قضى الله واصبرا
ألم تعلما أنّ الملامة نفعها … قليل إذا ما الشّيء ولى فأدبرا (?)
لوى الله علم الغيب عمّن سواءه … ويعلم منه ما مضى وتأخّرا
وفيها يقول:
وجاهدت حتّى ما أحسّ ومن معى … سهيلا إذا ما لاح ثمّ تغوّرا
- يريد: إنى كنت بالشام، وسهيل لا يكاد يرى هناك، وهذا بيت معنى- وفيها يقول:
ونحن أناس لا نعوّد خيلنا … إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا