قال خلاد الأرقط: حدّثني زميل عمرو بن عبيد قال: سمعته فى الليلة التى مات (?) فيها يقول: اللهم إن كنت تعلم أنه لم يعرض لى أمران قطّ؛ أحدهما لك فيه رضا، والآخر لى فيه هوى إلّا قدمت رضاك على هواى فاغفر لي.
ومرّ أبو جعفر المنصور على قبره بمرّان- وهو موضع على ليال من مكة على طريق البصرة- فأنشأ يقول:
صلّى الإله عليك من متوسّد … قبرا مررت به على مرّان
قبرا تضمّن مؤمنا متخشّعا … عبد الإله ودان بالفرقان (?)
وإذا الرّجال تنازعوا فى شبهة … فصل الخطاب بحكمة وبيان
فلو انّ هذا الدّهر أبقى صالحا … أبقى لنا عمرا أبا عثمان
فأما أبو الهذيل العلّاف فهو محمد بن الهذيل بن عبيد (?) الله بن مكحول العبدىّ وقال أبو القاسم البلخىّ: هو من موالى عبد القيس، وولد فى سنة أربع وثلاثين ومائة، وقال أبو الحسين الخياط: ولد سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل: إنه توفى فى أول أيام المتوكل سنة خمس وثلاثين ومائتين وسنّه مائة سنة.
قال البرذعىّ: لحق أبا الهذيل فى آخر عمره خرف؛ إلّا أنه لم يكن يذهب عليه معرفة المذهب والقيام (?) بحجته، وكفّ بصره قبل وفاته؛ وأخذ أبو الهذيل الكلام عن عثمان الطويل صاحب واصل بن عطاء.
وقيل إنّ أبا الهذيل فى حداثته بلغه أن/ رجلا يهوديا قدم البصرة، وقطع جماعة من متكلميها، فقال لعمه: يا عمّ، امض بى إلى هذا اليهودىّ حتى أكلّمه، فقال له عمه: يا بنيّ،