فأما قوله: «الكثر ستّون» فمعناه الكثير، تقول العرب: نسأل الله الكثر، ونعوذ به من القلّ؛ أى نسأله الكثير، ونعوذ به من القليل؛ وقال الشاعر:
فإنّ الكثر أعيانى قديما … ولم أقتر لدن أنّى غلام (?)
وقال الآخر:
وقد يقصر القلّ الفتى دون همّه … وقد كان لولا القلّ طلّاع أنجد (?)
والكريمة، يعنى بها كرائم ماله. و «أمنح الغزيرة»، أى أعطيها من يحلبها ويردّها، ومن ذلك الحديث: «العارية مؤدّاة، والمنحة (?) مردودة، والزعيم [غارم، والدّين مقضىّ] (?)» فالمنحة الناقة أو الشاة يدفعها الرجل إلى من يحلبها وينتفع بلبنها ثم يردها عليه، والزعيم:
الكفيل، ويقال له أيضا القبيل (?) والصّبير والحميل، ومنه قوله تعالى: وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ؛ [يوسف: 72]، قال الشاعر:
فلست بآمر فيها بسلم … ولكنّى على نفسى زعيم (?)
وقال آخر:
قلت كفّى لك رهن بالرّضا … فازعمى يا هند قالت قد وجب (?)
معناه اكفلى، ويروى: «فاقبلى»، من القبيل الّذي هو الكفيل أيضا.