لا مروءة له، والملول لا وفاء له، ولا يسود سيئ الأخلاق، ومن المروءة إذا كان الرجل بخيلا أن يكتم ذلك ويتجمل
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، قَالَ: قيل للأحنف: بم بلغت ما بلغت؟ قَالَ: لو عاب الناس الماء ما شربته.
قَالَ وقَالَ: من لم يسخ نفساً عَنِ الحظ الجسيم للعيب الصغير، لم يعد شفيقا عَلَى نفسه، ولا صائنا لعرضه وقَالَ الأصمعي: من أمثال العرب: دع بنيات الطريق، أي اقصد لمعظم الشأن.
ويقَالَ لا تيبس الثرى بيني وبينك، أي لا تقطع الود بيننا.
ويقَالَ: السعيد من اتعظ بغيره، يراد من رأى غيره فاتعظ سعد.
ويقَالَ: طويته عَلَى بللته، يراد استبقيته قبل أن يبلغ فساده، وذلك أن السقاء إذا طويته وهو مبتل تثنى، وإذا طوي وهو يابس تكسر، أي فقد طلبت مصلحته.
وقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لا تري ذلك يا فلان ما سمر ابنا سمير، وهما الليل والنهار؛
وأنشدنا ابن الأعرابي:
وشبابي قد كان من لذة العيش ... فأودى وغاله ابنا سمير
وقَالَ أَبُو زيد: ولا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقته، وهو تحريكه شفتيه حين يريد أن تقوم له، وقَالَ ابن الأعرابي وإبساسه: استدراره إياها للحلب وخدعه لها ولطفه بها، وأنشدني لأبي زبيد: صاحب الصلح منا ما أطاف المبس بالدهماء وقَالَ أَبُو زيد: ولا أفعل ذلك ما غرّد الطائر تغريداً.
ولا أفعل ذلك آخر الأوجس، وهو الدهر.
وأنشدني أَبُو بَكْرِ بن دريد، لمرار الفقعسي:
لا يشترون بهجعة هجعوا بها ... ودواء أعينهم خلود الأوجس
وقَالَ اللحياني: لا أفعل ذلك سجيس الأوجس، وسجيس عجيس، وزاد ابن الأعرابي: وما غبا غبيس، وانشد:
قد ورد الماء بليل قيس نعم وفي ... أم البنين كيس عَنِ الطعام ما غبا غبيس