خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ، وَالْجَاثَلِيقُ مَاثِلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالتَّرْجُمَانُ يُتَرْجِمُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ، فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , لا يُضِلُّ أَحَدًا.
فَقَالَ عُمَرُ: مَا يَقُولُ؟ فَقَالَ التَّرْجُمَانُ: لا شَيْءَ، ثُمَّ عَادَ فِي خُطْبَتِهِ، فَلَمَّا بَلَغَ: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
قَالَ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , لا يُضِلُّ أَحَدًا.
فَقَالَ عُمَرُ: مَا يَقُولُ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ , وَلَوْلا عَهْدُكَ ضَرَبْتُ عُنُقَكَ؛ بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ، وَاللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , أَحْيَاكَ، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , لَمَّا خَلَقَ آدَمَ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَأَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلاءِ لِهَذِهِ وَهَؤُلاءِ لِهَذِهِ.
وَقَدْ كَانَ النَّاسُ تَذَاكَرُوا الْقَدَرَ، فَافْتَرَقَ النَّاسُ وَمَا يَذْكُرُهُ أَحَدٌ
1605 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّوَّافِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَكْثَرَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ