يا نومان ويا ملأمان، يريدون: يا لئيم، فعدلوا عن فعيل إلى مفعلان، للمبالغة فى لؤمه، وكذلك يا مكذبان ويا مخبثان، عدلوهما عن كاذب وخبيث، ولا يقال: هذا هناه، ولا مررت بهناه، وإنما يكنون بهذه الكلمة عن اسم نكرة، كما يكنون بفلان عن الاسم العلم، وهى مع ذلك كلمة ذمّ، قال امرؤ القيس (?):
وقد رابنى قولها يا هنا … هـ ويحك ألحقت شرّا بشرّ
فمعنى يا هناه: يا رجل سوء.
واختلف البصريّون فى أصل تركيب هذه الكلمة ووزنها، فذهب بعضهم (?) إلى أن أصلها هناو، فعال من هنوك، فأبدلوا من الواو الهاء.
وقال آخرون: بل أبدلت من الواو الهمزة، لوقوع الواو طرفا بعد ألف زائدة، ثم أبدلت من الهمزة الهاء، كما قالوا فى إيّاك: هيّاك، وهذا عندى هو الصّواب.
وقال قوم منهم: إن الهاء أصليّة، وليست ببدل، وجعلوها من الكلم التى جاءت لامها فى لغة هاء، وفى أخرى واوا، كسنة وعضة.
وقال من رغب عن هذا/المذهب: إن هذا القول ضعيف؛ لأنّ باب «سلس وقلق (?)» قليل فلا يقاس عليه.
وذهب بعضهم إلى أنّ الهاء فى قولهم: يا هناه، هاء السكت، وهذا قول ضعيف جدّا، لأن هاء السكت لا تحرّك فى حال السّعة.