أراد سودهنّ وبيضهنّ، لأنهم إذا قالوا: الأسود والأحمر، أرادوا بالأحمر الأبيض، وقال النبيّ عليه السلام: «بعثت إلى الأسود والأحمر (?)».
وأما قول ذى الرّمّة:
أيا ميّ ما يدريك أين مناخنا … معرّقة الألحى يمانية سجرا
فقوله: «مناخنا» معناه: إناختنا، كقولهم: المقام بمعنى الإقامة، والمدخل والمخرج، بمعنى الإدخال والإخراج، كما جاء فى التنزيل: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} (?).
ونصب «معرّقة» بالمصدر الذى هو المناخ.
والألحى: جمع اللّحى (?).
ومعرّقة: من قولهم: عرقت العظم: إذا أخذت ما عليه من اللّحم.
والسّجر: جمع سجور، وهى الحنون من النّوق، يقال: سجرت الناقة:
إذا حنّت إلى ولدها (?) وإلى عطنها الذى ألفته، ويجوز أن تكون السّجر جمع سجراء،