أولها؛ لأنهم لو جمعوها جمع الأسماء المؤنّثة لقالوا: أرضات (?)، ففتحوا الراء، كما قالوا: جفنات.

وأما قولهم فى جمع حرّة: إحرّون؛ فلأنّ المضاعف يعتلّ، ألا ترى أنهم يفرّون من التضعيف إلى إبدال أحد حرفيه ياء، كقولهم فى تظنّنت وتسرّرت:

تظنّيت وتسرّيت، ويخفّفونه فى القوافى كقول طرفة (?):

ففداء لبنى قيس على … ما أصاب الناس من سرّ وضرّ

ما أقلّت قدمي إنّهم … نعم الساعون في الأمر المبرّ

وشبيه بذلك قولهم: امرؤ وامرأة، ألحقوهما همزة الوصل، وإنما تلحق همزة الوصل عوضا من محذوف (?)، وجاز ذلك فيهما من غير أن يلحقهما حذف؛ لأن الهمزة يلحقها التخفيف، بجعلها بين بين، وبالإبدال منها ساكنة ومتحرّكة، فالساكنة كهمزة كأس وبئر ولؤم، والمتحركة كهمزة جؤن وذئب، جمع جؤنة وذئبة، ويلحقها الحذف لازما وجائزا، فاللازم حذفها من نرى وترى وأخواتهما، إذا قلت: نرى، وترى، والجائز حذفها للتخفيف، فى نحو كم بلك؟ ومن خوك؟ تريد: كم إبلك؟ ومن أخوك؟

فلمّا تعاورها التّليين والإبدال والحذف/تنزّل الاسم الذى هي فيه منزلة الاسم الذى دخله الحذف، فعوّض همزة الوصل.

ومن قال من العرب: إحرّون، فقوله أقيس من قول من قال: حرّون؛ لأنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015