فالتقدير: كأنّها ظبية، ومن خفض، فبالكاف، «وأن» زائدة.
وإذا اتصلت إنّ وأنّ ولكنّ وكأنّ، بياء المتكلّم، وصلوها بالنون المسمّاة وقاية، بمعنى أنها تقى الحرف الذى قبلها الكسر، فقالوا: إنّنى وأنّنى ولكنّنى وكأنّنى، وأجروا أواخرهنّ مجرى أواخر الأفعال، من نحو: أكرمنى ويكرمنى، وإنما فعلوا ذلك بالفعل كراهة أن يقولوا: أكرمى ويكرمي، كما قالوا فى الاسم:
مكرمي، لأنهم لما جنّبوا الأفعال الكسر، الذى هو إعراب، جنّبوها الكسر الذى ليس بإعراب، وشبّهوا أواخر باب «إنّ» بأواخر الماضية، في بنائها على الفتح ووقائها الكسر، لأنهم أجروها مجراها فى عمل النصب والرفع.
ومن خفّفهنّ بحذف إحدى النّونات، فقال: إنّى وأنّى ولكنّى وكأنّى، حذف النون الوسطى، لأنها هى التى حذفها قبل أن يتّصلن بالنون الثالثة (?)، وجاء القرآن بإقرارها فى قوله: {إِنَّنِي أَنَا اللهُ} (?) وبحذفها فى قوله: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} (?).
/وممّا حذفوا منه من مضاعف الحروف «ربّ» قال الشاعر (?):
أزهير إن يشب القذال فإنّه … رب هيضل لجب لففت بهيضل