فألفيته غير مستعتب … ولا ذاكر الله إلاّ قليلا

والذى حسّن لقائل هذا البيت حذف التنوين، لالتقاء الساكنين، ونصب اسم الله تعالى، واختيار ذلك على حذف التنوين للإضافة، وجرّ اسم الله: أنه لو أضافه (?) لتعرّف بإضافته إلى المعرفة، ولو فعل ذلك لم يوافق المعطوف المعطوف عليه فى التنكير، فحذف التنوين لالتقاء الساكنين، وأعمل اسم الفاعل، فعطف (?) نكرة على نكرة مجرورة، بإضافة «غير» إليها، وانتصاب «غير» على الحال، كانتصاب {ضالِّينَ} فى قوله تعالى: {أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ} (?) فصار فى التقدير: غير مستعتب ولا ذاكر.

/وحكى عن القاضى أبى سعيد السّيرافىّ (?)، أنه قال: حضرت فى مجلس أبى بكر بن دريد، ولم أكن قبل ذلك رأيته، فجلست فى ذيل المجلس، فأنشد أحد الحاضرين بيتين يعزيان إلى آدم عليه السّلام، قالهما لما قتل ابنه قابيل أخاه هابيل، وهما:

تغيّرت البلاد ومن عليها … فوجه الأرض مغبّر قبيح (?)

تغيّر كلّ ذى حسن وطيب … وقلّ بشاشة الوجه المليح

فقال أبو بكر: هذا شعر قد قيل فى صدر الدنيا، وجاء فيه الإقواء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015