/ومن حروف المعانى التى حذفت وقدّرت «قد» فى قوله تعالى: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاِتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} (?) أى: وقد اتّبعك الأرذلون، أى أنؤمن لك فى هذه الحال؟ وإنما وجب تقدير «قد» هاهنا لأن الماضى لا يقع فى موضع الحال (?) إلا ومعه «قد» ظاهرة أو مقدّرة، فالظاهرة كقولك: جاء زيد وقد أعيا، أى: معييا، والمقدّرة فى الآية المذكورة، ومثلها قوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ} (?) التقدير:
وقد كنتم أمواتا فأحياكم، ومثله: {أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ} (?) قيل: معناه: قد حصرت صدورهم، ويدلّ على ذلك قراءة الحسن ويعقوب الحضرمي (?): {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} وقيل: إن الحال هاهنا محذوفة، و {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} صفتها، والتقدير: جاءوكم قوما حصرت صدورهم، وهو قول الأخفش (?)، وذهب أبو العباس المبرّد (?) إلى أن قوله: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ} دعاء عليهم، على طريقة: {قاتَلَهُمُ اللهُ} (?) و {قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ} (?)