ويدلّك على بطلان هذا القول عدم تصوير الألف بعد الواو، فى {كالُوهُمْ} و {وَزَنُوهُمْ} ولو كان المراد ما ذهب إليه هذا المتأوّل، لم يكن بدّ من (?) إثبات ألف بعد الواو، على ما اتفقت عليه خطوط المصاحف كلّها، فى نحو:
{خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ} (?) و {قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ} (?) وإذا ثبت بهذا فساد قوله، فالضمير الذى هو «هم» منصوب بوصول الفعل إليه، بعد حذف اللام، وهو عائد على {النّاسِ} فى قوله تعالى: {إِذَا اِكْتالُوا عَلَى النّاسِ} (?) وهذا أيضا دليل على فساد قوله: إن الضمير مرفوع، ألا ترى أن المعنى: إذا كالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوا/للناس أو وزنوا للناس يخسرون (?).
وممّا حذفوا من الحروف الخافضة «من»، فى قولهم: اخترت الرجال زيدا، يريدون: من الرجال، وجاء فى التنزيل: {وَاِخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} (?) أى من قومه، وقال الفرزدق:
ومنّا الذى اختير الرّجال سماحة … وجودا إذا هبّ الرّياح الزّعازع (?)
فالنصب فى «الرّجال» بوصول الفعل بعد حذف الخافض.
ومما حذفت منه «من» وأعملت محذوفة، قول أبى حيّة النّميرىّ (?):